إدمان المواد المخدرة وسط أطفال الشارع

بسم الله الرحمن الرحيم

منظمة تنمية الاطفال اليافعين

برنامج بناء القدرات

مشروع بناء قاعدة المتطوعين

دورة تدريب مربي طفل الشارع

 

 

 

عنوان الورقة:

 

إدمان المواد المخدرة وسط أطفال الشارع

WORLD HEALTH ORGANIZATION-Working with Street Children

A Training Package on Substance Use, Sexual and Reproductive Health including HIV/AIDS and STDs- non official translation for the use of CDF training

 

 

 

 

اغسطس 2004

 

 

 

المقدمة:

وجدت الدراسات التي قامت بها منظمة الصحة العالمية ضمن مشروع اطفال الشوارع أن ما بين 25% الى 90% من أطفال الشارع يستعملون المواد المخدرة من نوع أو آخر .

المقصود بهذه المواد هي أى مواد عندما يتعاطاها الفرد وتؤثر على شعوره , تفكير، رؤيته , تذوقه , سمعه وسلوكه .

يمكن أن تكون هذه المادة دواء أو منتج صناعى مثل الصمغ ( سلسيون ) . بعض هذه المواد مشروع تداولها مثل السلسيون، السبيرتو، السجائر، التمباك. وبعضها غير مشروع مثل الخمر والمخدرات ( الهيروين، الحشيش.. ) وكل دولة لها قانونها الخاص بالممنوعات .

نسبة مستخدمى هذه المواد وسط أطفال الشارع تختلف بحسب الاقليم والنوع والعمر .

(MSSM )Modified Social Stress Model (نموذج الضغط الاجتماعي المعدل) هذا النموذج يفسر العلاقة المعقدة بين العوامل التي تؤثر علي البدء في تعاطي المواد المخدرة والاستمرار فيها. يقترح النموذج ستة أوجه سلبية وإيجابية كعوامل مؤثرة وخاصة تؤثره على المخاطر الناجمة عن إستخدام المواد المخدرة هذه العوامل هى : (الضغط، اثر السلوك والاوضاع، تطبيع السلوك والاوضاع، العلاقات، المهارات، الموارد).

هذه الورقة تقدم معلومات أسياسية عن إستخدام هذه المواد والآثار الصحية المترتبة على إستخدامها وسط أطفال الشارع اذ يقدم نموذج الضغط الاجتماعي المعدل بوصفه طريقة مفيدة لفهم تعاطي المواد المخدرة وسط اطفال الشوارع

الهدف:

  • تسمية أنواع المواد المخدرة المستخدمة بواسطة أطفال الشارع وطرق تعاطيها وأكثرها شيوعاً .
  • وصف الآثار العامة لاستخدام هذه المواد .
  • وضع قائمة بالعوامل التى تجعل هذه المواد أكثر قبولاً أو أقل قبولاً وفقاً ل (نموذج للضغط الإجتماعى المعدل )(MSSM )Modified Social Stress Model)

أنواع المواد المخدرة التى قد يستخدمها أطفال الشارع:

أنواع المواد التى يستخدمها أطفال الشارع متعددة وقد يكون من الصعوبة تحديد ما هو المستخدم. فالأنواع المباعة فى السوق قد يكون لها أسم علمى وأسم تجارى تعرف به وأسم تعرف به فى الشارع.

من المهم أن يحيط مربى الشارع علماً بالتصنيف العام لهذه المواد وآثارها على طفل الشارع

والأمثلة الآتية قد تختلف من بلد الى بلد :

(1) الكحول :

وهى تؤثر على نشاط الجهاز العصبى المركزى ( نشاط المخ – النخاع الشوكى – وبعض الأعصاب الأسياسية ) .

المواد المحتوية على كحول تشمل الخمور وبعض المستحضرات الطبية والأدوية ( شراب الكحة) وبعض مستحضرات الحمام والمنتجات الصناعية .

(2) النيكوتين :

وهو من المنشطات وهى المواد التى تنشط وتزيد من نشاط الجهاز العصبى المركزى . يوجد النيكوتين فى : السجائر، التبغ وفى شكل منتجات متعددة .

أغلب السجائر يحتوى على من 1 الى 2 مل جرام نيكوتين .

(3) الافيون :

هذه الفئة مستخرج من نبات الخشخاش تعمل علي إزالة الآلام الجسمية والاكتئاب مثل الكودايين ( فى بعض ادوية الكحة ) الهيروين – المورفين – الافيون.

وفى استخداماته الطبية مثل البيثدين الذى يعطى بعد العمليات الجراجية لإزالة الألم .

(4) المهلوسات ( LSD)

هذه المواد تؤثر على مزا ج الفرد وعلى أحساس الفرد بما حوله وإحساسه ببدنه .

قد تكون هذه المواد فى شكلها الطبيعى أو المصنع ( بدرة، كبسولات، سائلة، حبوب )

(5) القنب أو الحشيش :

وهو نبات يتم زراعته فى مناطق كثيرة من العالم , تختلف أنواعه بإختلاف نسبة تركيزها .

  • الماريجوانا من الأوراق أو الساق
  • الحشيش من الأطراف المذهرة من النبات
  • حبوب تحتوى الجزء المؤثر الأساس فى القنب .

(6) المنومات :

وهى ليست طبيعية بل مصنعة مثل الفاليم وبعض العقاقير الأخرى

(7) المنبهات :

هذه المواد تزيد نشاط الجهاز العصبى المركزى مثل

الكافيين : وقد تم اكتشافه منذ آلاف السنين ويوجد بكميات مختلفة فى كل من ( القهوة، الشاى، الكاكاو، الشكولاته ) كما توجد فى بعض الأدوية الشراب .

منتجات الكوكا : أوراق الكوكا والثمرة.

الكوكايين : من منتجات أوراق الكوكا .

الامبيفيتامين : يوجد فى بعض العقاقير ( بعض الحبوب المخفضة لوزن ) كما له اشكال متداولة فى شوارع بعض الدول .

القات : أوراق نبات يوجد فى شرق افريقيا ويمضغ أو يشرب.

 

(8) المواد المستنشقة:

تشمل أنواع مختلفة من المنتجات التى يسهل الحصول عليها مثل الابخرة، المواد والغازات الطيارة ،البنزين، الغراء، الطلاء، الثنر.

(9) مواد أخرى :

هناك مواد لا تنتمى للمجموعات المذكورة أعلاه وهى مواد محلية قد تستخدم فى بعض الطقوس المحلية .

(10) مواد أخرى يستخدمها أطفال الشوارع :

هناك بعض المواد التى يستخدمها أطفال الشارع بإسنتنشاق رائحتها عبر ورقة كربون رطبة إستنشاق بخار ينتج عن خلط الياف التنجيد ومعجون أسنان مغلى وإستنشاق الابخرة إستنشاق دخان بعض الحشرات المحروقة وابخرة مياه المصارف الخام وبعض المواد الاخرى والذى تؤدى الى الأثر المطلوب.

يجب دراسة المواد المحلية التى يستخدمها أطفال الشارع محلياً وهذه المعلومات يمكن الحصول عليها من متخصصين فى المجتمع المحلى مثل الصيادلة والأطباء والعاملين فى القطاع الصحى والدوائى.

طرق إستعمال المواد المخدرة :

هذه المواد يمكن إستخدامها بطرق مختلفة مثل :

  • المضغ أو الإمتصاص البطئ عبر الفم .
  • وضعها فى الغشاء المخاطى ( فى فتحة الشرج أو المهبل أو الأنف أو الجفن) .
  • دلك الجلد بالمادة .
  • حقنها تحت الجلد أو فى العضل بالحقنة .
  • تدخينها أو إستنشاقها بالفم أو الأنف ( أو عبر أستنشاقها من كيس يوضع فيه الرأس ) .

طريقة إستعمال المادة أيضاً تؤثر على مدى سرعة وصولها للمخ والاعضاء الأخرى المواد المستخدمة بواسطة الحقن لها خطورة خاصة نسبة للتلوث المحمول عبر الدم . بالاخص بالحقن مشاركة الابر والأدوات الأخرى الخاصة بالحقن والطريقة التى يحضر بها المخدر قد تنشر فيروس نقص المناعة (المسبب للايدز ) , التهاب الكبد والتلوث الناتج عن الدم الملوث.

أثر إستخدام المواد المخدرة على طفل الشارع :

هذه المواد لها تأثير ضار على جسم الإنسان إذا إستخدمت بكميات كبيرة أو بطريقة منتظمة متكررة أو بطريقة غير صحيحة. والآثار الصحية لتلك المواد يمكن أن تحدث فوراً أو على المدى البعيد. هذه المضار تتأثر بالجرعة والكيفية التى إستعملت بها ( كان تستخدم مع عقاقير أخرى ). الأثر بعيد المدى غالباً ما يبنى على التخريب الذى يحدث فى أعضاء الجسم.

يجب الإنتباه الى أن بعض العلامات الناتجة عن آثار المواد المخدرة يمكن أن يكون لها مسببات أخرى (مثال ضعف التركيز يمكن أن ينتج عن شم السلسيون يمكن أن تكون له مسببات أخرى مثل الضغط النفسى والقلق الناتج عن بعض الأحداث أو الحمل أو بسبب أصابة فى الرأس..).

  • آثار المواد المخدرة :

(1) الكحول :

أثر الكحول قد يختلف من فرد الى آخر، فالأطفال والشباب والنساء غالباً يتأثروا أكثر بالكحول من الرجال البالغين الكباروذلك لأنهم في الأغلب أقل وزناً وحجم الكبد اصغر كما ان نسبة الدهون فى العضلات أكثر . هذا يؤدى الى امتصاص أسرع للكحول فى الجسم .

الآثار السريعة :

يشتمل الإغماء , الافعال الغريبة , عدم المقدرة على التناسق الحركي . عدم وضوح الرؤية .

التلعثم فى الكلام , القرارات غير الصائبة , فقدان الذاكرة .

الافراط من تناول الكحول على المدى القريب قد يسبب صداع، دوار، غثيان, قئ،إغماء وربما الوفلة.

الآثار بعيدة الامد :

تناول الكحول بكميات كبيرة بإنتظام على المدى البعيد قد يسبب فقدان الشهية، نقص الفيتامين, مشاكل جلدية , إكتئاب , فقدان الرغبة الجنسية , تعطل الكبد , أوجاع فى القلب , إصابة المخ والاعصاب وفقدان للذاكرة.

(2) نيكوتين :

وجود فى شكله الطبيعة يؤدى الى الإدمان لذلك فان طفل الشارع الذى يستخدم التبغ يستمر فى إستخدامه لفترة طويلة .

الآثار السريعة :

شعور الفرد السريع بالنشاط فوراً بعد تناول التبغ ثم يشعر بالإسترخاء بعد ذلك .

الآثار بعيدة المدى :

هذه الآثار قد تكون مرتبطة بالنيكوتين أو طريقة تناوله , أمراض القلب والرئة بسداد الشريان التاجى (تصلب الشرايين ) إرتفاع ضغط الدم , صعوبات التنفس , سرطان الرئة (تدخين السجائر ) سرطان الفم ( مع مضغ التبغ، الغيلون والتمباك ) كل هذه الأمراض قد تحدث على المدى البعيد .

(3) الافيون : المجموعة من هذه الفئة تعمل كمسكن للألم وتستعمل بطريقة قانونية طبياً.

الآثار السريعة :

احساس حالم , نعاس , صغر حجم إنسان العين، غثيان , قئ والامساك. اما الجرعة الزائدة فقد تؤدى الى فقدان الوعى , هبوط الجهاز التنفسي والوفاة.

الآثار بعيدة المدى :

الخطر الأساسى يتمثل فى الإدمان وزيادة الجرعات مما يزيد فرصة تناول الجرعة الزائدة التى تسبب الموت ,كما ان الإدمان والتعود عليه يكون سريعاً .

مخاطر صحية مصاحبة :

هذه الفئة يمكن تناولها كحقن , وإستخدام الحقن غير المعقمة أو تشارك المحاقن قد يسبب إنتقال العدوى بفيروس نقص المناعة الأيدز أو التهاب الكبد A وB وقد ينتج عنه أيضاً تسمم الدم .

(4) المهلوسات :

الآثار السريعة :

تغير الإدراك والوعى بالاشياء التى تحدث داخل أو خارج جسم الشخص من حيث ( الشكل , الرائحة , الصوت , الطعم أو الإحساس بها ).

قد تحدث تهيئات سيئة وذلك لأن الهلوسة لها علاقة بالخبرة السابقة،كما ان إصابات خطيرة وحالات إنتحار تحدث تحت تأثير المهلوسات.

الآثار بعيدة المدى :

الاستخدام المنتظم يسبب أنقاص قوة الذاكرة وقلة التركيز كما يسبب الإكتئاب والأمراض العقلية .

(5) القنب :

الآثار السريعة :

الاحساس بالإسترخاء، فقدان النشاط والتركيز زيادة خفقان القلب , إحمرار العينين , زيادة الشهية. الجرعات الكبير قد تسبب زعر وهلوسة , زيادة حركة , ارتباك.

الآثار على المدى البعيد :

ليس هناك أدلة على أن تناول القنب بدون إنتظام بجرعات صغيرة يسبب آثار صحية بعيدة .

اما الإستخدام المنتظم لفترة زمنية طويلة فانها تزيد إحتمالات الإدمان, ضعف الذاكرة والتركيز وقد يزيد من سؤ المشاكل الذهانية مثل الفصام .

(6) المنومات :

الآثار السريعة :

كل المواد من هذه الفئة تسبب آثار تشبه الآثار الناتجة عن تناول الكحول حيث تبطئ تفكير الفرد وحركته وتقلل المقدرة على التركيز , التلعثم فى الكلام , النعاس , عدم المقدرة على التناسق الحركي بعد إنتهاء مفعول المادة .

الجرعات القليلة تقلل الشعور بالقلق بينما الجرعات الكبيرة تسبب النوم أو فقدان الوعى .

تناول الكحول معها يزيد من آثارها، كما ان تكرار الجرعة يسبب مخاطر صحية لان مفعولها لا ينتهى سريعاً وهناك إحتمال تعرض الفرد للاصابات أو الإنتحار .

الآثار بعيدة المدى :

الاستخدام المنتظم لهذه المواد يؤدى للاعتياد والإدمان عليها كما أن الإستخدام المستمر بجرعات عالية قد ينتج عنه مشاكل فى الذاكرة , المقدرة على التعلم.

(7) المنبهات :

تساعد على التيقظ للعمل , النشاط، انقاص الوزن. فى حالة تناولها بكميات كبيرة بصير الفرد قلق , سريع الغضب، متشكك، منزعج ومهدد الاخرين.

الآثار السريعة :

الكافين فى القهوة والشاى ينتشر سريعاً فى الجسم ويجعل الفرد يشعر بالاستيقاظ , الكميات الكبيرة من الكافين تسبب زيادة ضربات القلب , القلق , سؤ الهضم .

أثر الكوكاين والامبيفتلامين متشابة فيما عدا أن أثر الكوكاين ينتهى فى زمن أقل وهذه الآثار هى الشعور بالإثارة , يقلل الرغبة فى النوم والآكل . الجرعة الزائدة تسبب قلق والانزعاج, إرتفاع ضغط الدم , عدوانية مع الكوكاين الذى يستعمل بالتدخين .

الفرد غالباً ما يعيش بالشعور بالسُكر ويزيد الشعور بالثقة فى النفس , يزول هذا الإحساس سريعاً مما قد يؤدى تكرار الجرعة .

الآثار بعيدة المدى :

الشاى والقهوة قد تسبب القلق والإكتئاب سؤ الهضم , صعوبة النوم .

إستخدام الأمبيفتيامين والكوكايين لفترة طويلة يؤدى الى الإدمان , عدم المقدرة على النوم، سرعة الغضب والانفعال ومشاكل الامراض العقلية مثل الشك والهلوسة .

أيضاً فإن إستخدام القات قد ينتج عنه الإدمان والمشاكل الجسمانية والعقلية .

(8) المواد المستنشقة :

الآثار السريعة :

الشعور بالسعادة , الاسترخاء , النعاس , ضعف التنسيق الحركى للعضلات , التعلثم فى الكلام،سرعة الاثارة، الهلوسة والنوبات يحتمل حدوثها مع التعاطى بكميات كبيرة .

أكثر المخاطر حدوثاً يمكن ان ينتج عن التوقف المفاجئ عن شم هذه المواد ويمكن حدوث الوفاة كنتيجة للاختناق.

الآثار بعيد المدى :

الاستخدام المنتظم طويل المدى يؤدى الى الرعاف, الطفح الجلدى حول الفم والانف , فقدان الرغبة والشهية والافتقار للحافز كما ان بعض هذه المواد سام للكبد، الكلى , القلب والمخ.

 

  • إستخدام مواد مخدرة متعددة :

فى كثير من المناطق نجد أن أطفال الشارع يستخدموا أكثر من مادة واحدة فى نفس الوقت أو فى أوقات مختلفة. فى البلدان النامية غالباً ما يشمل الخمور والنيكوتين , الافيون , المنبهات , العقاقير المسكنة والمهلوسة والمواد المستنشقة .

هذا النوع من الاستخدام يجعل من الصعوبة معرفة النوع الذى يستخدمه الطفل بالاضافة للتعقيد فى عملية إزالة السميات وآثار الانسحاب . كما أن تعدد المواد المستخدمة يزيد من مخاطر الجرعة الزائدة. وبالتالى زيادة فرص الحوادث, الوفاة والانتحار.

  • إعتبارات خاصة :

هناك عدد من الأشياء يجب الانتباه لها من حيث علاقتها بإستخدام المواد المخدرة : وتشمل سؤ التغذية، الصحة العقلية والحمل .

سؤ التغذية :

مع أن الكحول بها سعرات حرارية تزود الفرد بالطاقة فإنها تمنع إمتصاص الفيتامينات الضرورية وغيرها من المواد الغذائية. وعادة فإن الفرد الذى يتناول هذه الموارد يهمل الغذاء الجيد.

طفل الشارع يستخدم هذه المواد ليخفف من حدة الجوع مما يزيد احتمال حدوث سؤ التغذية .

الصحية العقلية :

الكحول قد تزيد الشعور بالحزن والإحساس بالعزلة بالنسبة للصغار الذين يعانون من الإكتئاب كما أن الافراط فى تناول الكحول على المدى الطويل قد ينتج عنه شعور حاد بالإكتئاب

المهلوسات قد تسبب مشاكل عقلية مثل الإكتئاب مع إحتمال خطر الإنتحار. أيضاً قد تزيد من سؤ حالة المشاكل العقلية مثل الفصام.

الصغار الذين يستخدمون المواد المستنشقة قد يرغبوا فى تكرار الخبرة للخروج من حالة التوتر التى يعيشونها كوسيلة لتطوير إستراتيجية التأقلم مع الظروف الصعبة التي يعيشونها.

الحمل :

تناول كميات من الكحول حتى ولو كانت قليلة خلال الحمل يمكن أن تدمر صحة الام والجنين كما ان تناول كميات كبيرة من الكحول قد يسبب الإجهاض أو بطء نمو الجنين والاعاقة العقلية للطفل، كما ان الكحول يمكن أن تنتقل للرضيع عبر اللبن .

التدخين أثناء الحمل يقلل كمية الاوكسجين بالنسبة للجنين وقد يؤثر على نمو الطفل قبل وبعد الولادة مما يؤدى الى ولادة الطفل ناقص الوزن آثار شبية تحدث فى حالة إستخدام القنب أثناء الحمل .

الأم التى تستخدم الأفيون , المنومات والمكيفات تعرض الطفل للإدمان.فمثلاً اذا أوقفت الأم الحامل أو المرضع إستخدام هذا المواد فجأة فإن الطفل ستحدث له آثار الانسحاب.

الامبيفيتامين قد يؤدى الى الاجهاض والكوكاين يمكن أن يسبب أعاقة النمو .

المهلوسات تزيد من إحتمالات الإجهاض ومضاعفات الحمل وقد يولد الطفل بتشوهات جسدية.

دور المواد المخدرة فى حياة طفل الشارع :

مع أن هذه المواد تؤدى الى مشاكل حقيقية الا أن الكثير من أطفال الشارع يستخدمونها لان المادة المعنية تحدث أثر معين في حياتهم أو تحل بعض مشاكلهم بطريقة مؤقتة. هناك رابط بين حياة الشارع والأثر الذى تحدثه هذه المواد .

بعض الآثار التى قد يرغب بها أطفال الشارع :

مشاكل فى الشارع

الأثر المحتمل لاستخدام المواد

الجوع

تقليل الام الجوع

الضجر

إحداث إثارة

الخوف

الاحساس بالشجاعة

الشعور بالخجل , الأكتئاب , فقدان الامل

نسيان هذا الشعور

الافتقار للادوية والرعاية الطبية

التطبيب الذاتى

عدم المقدرة على النوم بسبب الازعاج والإزدحام , البرد أو الحر . لسعات الحشرات

احداث النعاس

الاجهاد الناتج من عدم النوم بسبب الإزعاج والازدحام

زيادة الطاقة للعمل

مخاطر الاعتداء والأذى البدنى

جعل الفرد متيقظ ومحترس من الخطر

عدم توفر الترفيه

توفير الترفيه والمتعة

العزل الإجتماعى

ايجاد فرصة للتواصل مع مستخدمى هذه المواد الآخرين

الشعور بالوحدة

تنمية العلاقات الإجتماعية

الآلام الجسدية

تخفيض الآلام الجسدية

عدم توفر المال للطعام

المساعدة علي القيام بالسرقة

غالباً فإن إستخدام هذه المواد لا يقدم لطفل الشارع الأثر الذى يرغب فى حدوثه إنما تتركه فى حالة إنفعالية ومالية وصحية أصعب من ذي قبل

نماذج إستخدام المواد المخدرة :

هناك عاملان مهمان يحددان المواد المخدرة المستعملة فى المجتمع، الأول هو السعر والثانى إمكانية الحصول عليها. أطفال الشارع دائماً ما يختارون الأقل تكلفة والاكثر سهولة فى الحصول عليه . فمثلاً المواد المستنشقة مثل الغراء والبنزين . وبالنسبة للمشمات فإنهم يلجأون للارخص والتى تحتوى على كمية عالية من الكحول .

المواد التى يستغدمها أطفال الشارع تختلف وتقد تتغير مع الزمن ( مثلاً: من البنزين الي السلسيون ). إستخدام الطفل لهذه المواد قد لا يعنى إقدامه آلياً على إستخدام مواد أخرى أكثر تأثيراً أو بكثافة أكبر يدخل ضمن نماذج إستخدام المواد المخدرة الإستعمال لفترات طويلة والإستخدام شديد الضرر والإدمان .

السكر :

السكر هو حالة مؤقتة تنتج عن تناول مواد مخدرة، وهذه الحالة تعتمد على النوع والجرعة وتتأثر بمستوى مقاومة الفرد وعوامل أخرى .

ليس من السهل تبين هذه الحالة لدى أطفال الشارع لأن كل نوع من هذه المواد له اعراض مختلفة، الا ان هناك أعراض عامة يمكن ملاحظتها كالنعاس – صعوبة التفكير والكلام والحديث معه – اتساع حدقة العين- القهقهة أو الضحك بدون سبب (قد يكون بسبب الهلوسة ) المزاج المتزبزب علواً وإنخفاضاً وقد يصير عدوانى .

حتى عندما تظهر هذه الاعراض فى طفل الشارع يجب تذكر أن بعض هذه العلامات والاعراض قد تسببها حالة جسمانية أو نفسية مثل الجوع، المرض، الصعوبات الانفعالية.

الاستعمال المؤذى :

وتظهر نتائجه فى الاضرار بالصحة الجسمية والعقلية . ونجد أن معظم الاذى الجسدى الذى يحدث لأطفال الشارع بعد تناول المواد المخدرة يأتى كنتيجة للسكر .

الإدمان :

وهو تصير الرغبة قوية فى إستعمال المادة المخدرة ولا يمكن السيطرة عليها حتي تصبح لها الاولوية على النشاطات الأخرى للشخص . الاستعمال لفترات طويلة يجعل الجسم يعتاد على المادة المخدرة مما يعنى أن الكمية نفسها لا تحدث الأثر المطلوب . كما أن المدمن قد يشعر بأعراض الانسحاب اذا لم يتناول المادة المخدرة وقد يستمر بتعاطى المخدر بالرغم من المضاعفات الخطيرة , وقد يقضى وقت أطول خلال اليوم فى تناول المواد المخدرة .

الانسحاب :

عندما يتوقف الفرد عن إستعمال مادة مخدرة كان يتعاطاها بإنتظام فقد يعانى من آثار عكسية تعرف بإعراض الانسحاب .

طالما لم يكن طفل الشارع يتناول يناول المادة المخدرة بكميات كبيرة بإنتظام لفترات طويلة فإنه غالباً لا يحتاج للتخلص من المادة فى جسمه بطريقة طبية ويمكن أن تدار العملية فى مكان آمن بموافقته ومعاونته.

أكثر الاعراض الانسحابية من الكحول والمهدئات التى تتمثل فى تفجر الإضطرابات العنيفة والهيجان والتشنج. وفى هذه الحالة فإن ينصح بالمساعدة الطبية للتخلص من السميات .

الاعراض الانسحابية العامة للمواد المختلفة:

نوع المادة المخدرة

الاعراض الانسحابية

الكحول

قلق، رجفة، تشنج، تشوش، هزيان، قئ، تعرق وهلوسة

نيكوتين

عصبية، صعوبة النوم، ضعف التركيز، الآلام العضلات، صداع، كحة، ضعف الشهية

الأفيون

قلق، تعرق، تشنج العضلات، سيلان الانف، قئ، صعوبة النوم

المهلوسات

لا أعراض انسحابية هامة

القنب

أعراض إنساحبية غير حادة

المهدئات

قلق، تهيج، صعوبة النوم، تشنج العضلات، الاضطرابات والهزيان

المنبهات (المنشطات)

الكافين:صداع، تعب، اوجاع والآم،قلق.

الامفيتامين: ارهاق، جوع، تهيج، اكتئاب، ميول انتحارية، عدم النوم.

الكوكايين: خوف، اكتئاب، غثيان، قئ، ارتجاف، الآم في العضلات، تعب.

المواد المستنشقة

ليس هناك آثار انسحابية محددة.

 

المضاعفات التى يمكن حدوثها لطفل الشارع :

الجسمية :

الحوادث , الإضرابات , غياب الوعى , إنتقال العدوى ( بما فى ذلك الأيدز ) سؤ التغذين , تدمير أجزاء الجسم فبل الكبد , الرئتين , الاعصاب ....الخ ) , السرطان , الوفاه .

النفسية :

الاكتئاب مشاكل ضعف الذاكرة والتركيز , الهزيان ( الناتج عن الارتباك والهلوسة ) , الامراض الذهانية ( الافكار الخاطئة الثابتة , الهلوسة , التعصفات غير الطبيعية 9

الاجتماعية :

  • رفض الاندار والنبذ من الجماعة أو من الأسرة وأصحاب العمل .
  • الانتهاك والعنف بما فى ذلك القتل تحت أثر المخدر .
  • عدم المقدرة على العمل ومن ثم فقدان الدخل .
  • المشاكل القانونية , التى قد تنتج من السلوك تحت تأثير المخدر , الجرائم المرتكبة بغرض الحصول على المخدر .

مضاعفات يمكن حدوثها على مستوى الأسرة والمجتمع :

أى شخص بما فى ذلك أطفال الشارع قد تكون لهم مشكلات فى بعض الاوقات مع أفراد الأسرة , الأصدقاء , الأقرباء , والاحياء . مثلهم مثل صغار السن فإن أطفال الشارع يحبون الإثارة الناتجة عن المخاطر من وقت الى آخر . المواد المخدرة قد تجعل هذه التجارب غير سعيدة .

هذه بعض المضاعفات التى يمكن أن تحدث للاسرة والمجمع :

  • المسئوليات الهامة قد تنسى الشخص مسؤلياته الشخصية .
  • مستخدم المواد المخدرة يدخله الضعف دائماً ما يواجه مشاكل إيجاد المال لشراء هذه المواد . بعضهم قد يلجأوا لاستخدام العنف والسرقة للحصول على المال وبعضهم قد يشارك فى أعمال غير قانونية أو تجارة الجنس للحصول عى المال اللازم .
  • النشاطات مثل إضرام النار يمكن أن تكون خطرة للغاية اذا كن الأطفال تحت تأثر المخدر .
  • الطلب على المواد المخدرة الغير قانونية خلق متطحات ذات ثروة وسيطة تصنع وتوزع هذه المواد فى مختلف أنحاء العالم .

تطبيق نموذج الضغط الاجتماعي المعدل على تعاطى المواد المخدرة:

النموذج المعدل هو إطار استخدامه مشروع منظمة الصحة العالمية الخاص بأطفال الشوارع لفهم درجة التعرف للسلوك والحالات الخطيرة المرتبطة بتعاطي المواد المخدرة . كما يمكن أيضاً تطبيق ذلك النموذج على السلوك الجنسي . ويتألف النموذج من ستة عناصر رئيسية :

الضغط , القبول الاجتماعي, اثر السلوك والحالة , هي يتم النظر إليها لوضعها عوامل قد تزيد من التعرف للخطر أما المهارات والموارد والعلاقات فهي ينظر إليها بوضعها عوامل قد تعلل هذه العوامل له جوانب يمكنها زيادة درجة التعرض ( عوامل الخطر ) أو تقلله ( العوامل الوقائية).

ويعمل النموذج كدليل لعوامل قد تسهم في تورط أطفال الشارع في العديد من السلوكيات المحفوفة بالخطر . والأساسي الذي ينبني عليه النموذج هو في حالة وجود الكثير من عوامل الخطر في حياة الشخص فإن ذلك الشخص من المحتمل أن يبدأ ويكثف ويواصل في تعاطى المواد المخدرة ويتعرض للمشكلات المتعلقة بذلك وعلى العكس من ذلك كلما كانت العوامل الوقائية أكثر كلما كان قل احتمال تورط الشخص في المواد المخدرة ويمكن تفهم قابلية تعرض الشخص للخطر بشكل أفضل في حال النظر إلى عوامل الخطر والعوامل الوقائية في وقد واحد. والى جانب تقديمه إلى الفهم الادراكى يعتبر الإطار مفيداً في تخطيط التدخلات التي تجرى للحيلولة دون المشكلات أو معالجتها مثل تلك التي ترتبط بتعاطي المواد وال صحة الجنسية والإنجابية على مستوى الفرد والمجتمع معاً .

يمكن أن يحدث كل عنصر من عناصر النموذج نواحي إيجابية وسلبية يمكنها العمل كعوامل خطر وعوامل وقائية والصفحات التالية تطبيق النموذج على تعاطى المواد المخدرة وتوضح العناصر كما تظهر في عالم طف الشارع . وسيتم تطبيق النموذج ايضاً فى الصحة الجنسية والإنجابية.(الضغط، اثر السلوك والاوضاع، تطبيع السلوك والاوضاع، العلاقات، المهارات، الموارد).

الضغط :

الضغط هو طريقة شعور الشخص ( قلق، متوتر,مرهق) في استجابته لضغوط واقعية أو متصورة. والضغط يمكن ملاحظته ( العنف، الأحوال المعيشية الضنكة, الإعاقة البدنية) أو قد يكون أقل وضوحاً للآخرين ( مثل العنف العاطفي , التوتر، الصدمة النفسية) كلما زاد الضغط الذي يوجد فيه الطفل كلما زاد احتمال تعاطيه للمواد المخدرة. وعادة ما يكون أطفال الشارع واقعيين في ظروف حياتية ضاغطة. ولفهم مدى درجة ضغط ظروفهم المعيشية تأمل أنواع الضغط الخمسة :

  1. الأحداث الحياتية الكبيرة :

وهى تلك الأحداث الدرامية التي يكون لديها تأثيراً عميقاً على الأحياء من الناس وهى تشمل وفات الوالدين والهجر والحوادث الخطيرة والكوارث الطبيعية وهدم المنزل بواسطة السلطات والحروب والانتهاكات الجسمانية والجنسية ومحاولات الانتحار, وقد ينزع أطفال الشارع إلى تعاطي المواد المخدرة عقب الحادثة وذلك للتخفيف من هذه الحادثة وللمساعدة في تكيفهم مع وضعهم الجديد والذي هو حتماً أسوء مما سبق.

  1. تحمل ضغوط الحياة :

عادة ما تكون حياة أطفال الشارع مقيدة بمشكلات مزمنة تكون صعبة الحل : الفقر , الحرمان من الحقوق الإنسانية, المشاكل النفسية, الأمراض, وانعدام فرص التعليم والترفيهية . ويمكن لاحساس طفل الشارع بالرفض من قبل أفراد الأسرة والأصدقاء والمدرسة الصحة والخدمات الأخرى والمجتمع عموماً أن تجعل طفل الشارع يشعر بإحساس من الضياع شبيه بذلك الإحساس الذي يخالط المرء عند فقد عزيز لديه. وتعاطى المخدرات ربما يوفر نوعاً من الفرح أو يساعد في تصور مستقبلاً أفضل ويوفر التخلص من الألم البدني ويتم تعاطى المواد المخدرة أحياناً للتقليل من الشعور بالذنب والألم المصاحب لتقديم الجنس من أجل المال.

 

  1. المشكلات اليومية :

يتم قضاء معظم وقت طفل الشارع في العمل من اجل البقاء إيجاد الطعام والملابس والمأوى وتجنب العنف والشرطة. دائماً ما يكون لديهم مشاكل جارية مع أطفال شوارع آخرين والتجار وأفراد المجتمع أو السلطات . هذا الصراع اليومي يعتبر صراعاً متعب ويترك وقتاً قليلاً للأنشطة الأخرى لذا فان تعاطي المواد المخدرة يوفر ملاذا سريعاً وسهلاً من المشكلات اليومية.

  1. حالات التنقل في الحياة :

دائماً ما تكون حالات التنقل في الحياة مثل الرحيل عن المنزل أو المدن ويتغير الزملاء أو الدخول في علاقة رومانسية ضاغطة نظراً لأنا تتطلب من الشخص التعرف بطريقة جديدة . وقد ينزع اطفال الشارع لتعاطي المواد المخدرة أثناء الانتقال لتقليل من قلقهم. فإذا كان أصدقاء طفل الشارع الجدد يتعاطون المواد المخدرة قد يتجه إلى تقليد سلوكهم حتى يتثنى قبوله بشكل أسهل . ورغم ضغطها فإن بعض التنقلات في الحياة قد ينشأ عنها وضعاً إيجابياً بالنسبة لأطفال الشارع. فرحيل الأسرة قد يدخل طفل الشارع الذي يقيم مع أسرته ليلاً في اتصال مع ناس مختلفين والذين قد يكون لهم تأثيراً إيجابياً.

  1. التغيرات المتعلقة بالنمو في المراهق :-

كل الصغار من الناس يمرون بتغيرات جسمانية ونفسية واجتماعية أثناء سنوات المراهقة. وتكون هذه التغيرات صعبة بشكل خاص بالنسبة لأطفال الشارع الذين هم في طور المراهقة . وذلك نظراً لعدم وجود من يشرح لهم ويفسر تلك التغيرات، فهم ربما لم يكونوا قد حصلوا علي نماذج من أدوار راشدة ومسئوليات مثل الأدوار مع أولياء الأمر والأشخاص الراشدون. فمثلاً قد يكون علي طفل الشارع العثور علي مصدراً جديداً للدخل بعد البلوغ وقد يغرى بالدخول في ممارسات جنسية تجارية، ومن الممكن أن يكون أمراً مربكاً ومسبباً للاكتئاب بالنسبة لأطفال الشارع للتكيف مع عدم نضوج أجسامهم، لا سيما أثناء تعاملهم مع مسئوليات أشخاص راشدين. فأطفال الشارع يرغبون في تقبلهم من قبل زملاءهم أكثر من المراهق العادي. فانضمامهم إلي أصحاب يتعاطون المواد المخدرة أو متورطين في أنشطة أخرى تضر بالصحة هي طرق للتقبل أكثر سهولة.

في بعض الأحيان قد تصاحب الأحداث والأوضاع الضاغطة نتائج إيجابية بالنسبة لأطفال الشارع، إذ أن التغير الذي تحدثه الحادثة قد يحسن من اوضاعهم في بعض الحالات مثلاً زواج الأب أو الأم الأرملة قد يكون مسبباً للضغط ولكنه قد يحسن من وضع الأسرة. وإعادة بناء المجتمع بعد تعرضه لكارثة طبيعية قد يجلب معه موارد تعليمية جديدة أو فرص عمل بالنسبة لأطفال الشارع واسرهم. وانتقال الأسرة قد يدخل طفل الشارع في اتصال مع أناس قد يكون لهم تأثيراً إيجابياً . فالنمو والقوة التي تصاحب المراهقة هي أموراً مثمنة ومقدرة جداً من قبل الصبيان والفتيات. فهم قد يظنون أنه سوف لن يتم اساءة معاملتهم وأن أفراد مجتمعهم الصغار سيعجبون بهم وأنهم سوف يحصلون على وظائف أفضل. ورغم ذلك فإن الضغوط قد تفضى إلى نتيجة إيجابية بطريقة أخرى فإذا تفاوض الطفل بنجاح حول وضع صعب ربما يعزز هذا من شعوره بتقدير الذات.

تطبيع السلوك والوضع :

وفقاً للنموذج فإنه من الأرجح أن يصبح الشخص متورطاً في تعاطى المخدرات إذا كان تعاطيها يعتبر أمراً عادياً في بيئته. فالكثيرون من أطفال الشوارع يعيشون في أماكن يتقبل فيها أطفال الشوارع الآخرين والكبار في الجوار وحتى كل المجتمع تعاطى بعض أنواع المواد المخدرة.

وهذا يجعل من السهل عليهم تعاطى المخدرات أيضاً والعوامل التي تشجع مجموعة أو مجتمعاً بكامله على تقبل تعاطى مادة معينة يتضمن:

  1. المشروعية وإنفاذ القانون

إذا كانت المادة المخدرة مشروعة فمن المحتمل أن يتم قبولها وتطبيعها في المجتمع العام .ويمكن أن يتم قبول تعاطى المواد غير المشروعة والتي تسمح بها السلطات من قبل الكثير من الناس بما في ذلك أطفال الشارع.

  1. توفر المادة المخدرة :

كلما كان الحصول على المادة المخدرة أسهل كلما زاد احتمال تعاطيها كما هو الحال في تعاطى الكافيين والكحول والتبغ والتي تم تطبيعها في العديد من الأقطار في إنحاء العام. ومن الناحية الأخرى فإن القيود المفروضة على تصنيع وبيع العقاقير الطبية المنشطة تحد من توفرها وتجعل من أمر تطبيعها أقل احتمالا, ونفس المبدأ ينطبق على المواد غير المشروعة, فإذا كانت سهلة الحصول فإن احتمال تطبيعها يزيد. ويعتبر تعاطى الحشيش والذي يتوفر بكثرة في بعض الأماكن مقبولاً لدى الكثيرين من أفراد المجتمع برغم عدم مشروعيته . ويتم تعاطى عجينه الكوكا بواسطة الشباب في جهات الامازون حيث يتم إنتاجه والمواد الذائبة المتطايرة مثل البترول والغراء متوفرة بسهولة في كل مناطق العالم تقريباً .

  1. السعر :

كلما كان سعر المادة المخدرة معقولاً كلما زاد احتمال تطبيعها داخل مجموعة من المستهلكين. والمواد التي يتم تطبيعها في أوساط أطفال الشارع هي تلك المواد الأقل ثمناً (الأكثر توفراً ) إذ تعتبر مواد مثل البنزين والغراء مواداً رخيصة في معظم المناطق. هذا ولقد أصبح الكوكايين أحد المواد المفضلة لدى شباب الشوارع في الولايات المتحدة الأمريكية جزئياً نظراً لانخفاض سعرها.

  1. الإعلان والرعاية والترويج :

عندما يتم ترويج المواد ( عبر الإعلان ورعاية الأنشطة ) في مجتمع ما يتم تعريف المواطنين بأن فكرة تعاطى المواد المخدرة هي أمراً طبيعيا أو مرغوباً فيه حتى الكثير من الحملات الترويحية الخاصة بالتبغ والكحول يجرى تصميمها بشكل خاص من أجل تشجيع تعاطيها بواسطة الشباب. تتضمن ذلك الإعلانات ورعاية المناشط في التظاهرات الرياضية التي يشارك فيها المشاهير من الرياضيين المهرجانات الشبابية والحفلات الغنائية. فالناس المتورطين في تجارة المخدرات قد يروجوا للمواد غير المشروعة في بعض المجتمعات. أطفال الشارع يتأثرون بسهولة بواسطة الإعلان والترويج والرعاية وبدون وجود الكثير من الأبطال والنماذج الناجحة في عالمهم المنحدرة منهم دائماً ما يجنحون إلى التفكير الخيالي حول حياة المشاهير وينظرون إليهم للإلهام والتوجيه .

  1. العرض الإعلامي :

يشجع التصوير المتكرر والإيجابي لتعاطى المواد المخدرة على شاشات التلفزة والأفلام والكتب ومسارح الشارع على التطبيع. إذ يجرى عرض الأشخاص وهم يدخنون السجائر ويتناولون الكحول ويتعاطون المواد المخدرة في جو من الفرح أو الخطر أو الجنس والمشكلة الأخرى هي تصوير تعاطى المواد المخدرة كحدث يومي عادى , فأطفال الشارع لأن الكثيرون منهم قد تربوا في أسر تعانى من الضغط قد يكونوا سريعي التأثر بما يشاهدون في الوسائط الإعلامية نظراً لعدم امتلاكهم لمصادر أخرى للأفكار والمعلومات .

  1. تقبل المجتمع :

يميل الناس لتقبل تعاطى المواد المخدرة عندما يكون إنتاجها وبيعها مصدراً هاماً من مصادر الدخل في المجتمع. إذا يقطن أطفال الشوارع مناطق تكون فيها إنتاج المواد المخدرة والاتجار فيها مصدراً أساسياً لغالبية المواطنين.

  1. الدور الثقافي :

عادة يتم تطبيع المواد التي يكون لها مكان في الثقافة التقليدية للمجتمع فإن تعاطى مادة واحدة على الأقل يكون له غرض ثقافي في كل مجتمع تقريباً في العالم. في المناشط الدينية بعض المسيحيين واليهود يتناولون الكحول وبعض المجتمعات المحلية تتعاطى الهايسومين وفى الكثير من الثقافات يتم تعاطى الكحول للاحتفال بمناسبات خاصة مثل عيد رأس السنة أو الأعراس. وفى أجزاء من آسيا قد يتم تدخين الأفيون خلال التجمعات الاجتماعية ومن أجل الراحة والاسترخاء وبستعمل الحشيش لأغراض الطبخ والتكيف والاجتماعي في أجزاء من أفريقيا وآسيا. وعندما يجرى تقرير ما إذا كان تعاطى المخدرات أمراً عادياً أو لا ينظر الشخص إلى سلوك الناس الذين يتشابهون معه. وهؤلاء الناي يطبق عليهم نظراء قد يجدون في تعاطى بعض المواد المخدرة أمراً مقبولاً في حالات معينة برغم أنه أمر غير مقبول بالنسبة للمجتمع العام فعلى سبيل المثال. يعتبر تدخين المارجيوانا بشكل علني أمراً عادياً في بعض مجموعات من صغار السن أو في أغلب السكان الكبار السن. ومجموعة النظراء بالنسبة لطفل الشارع هي مجموعة أطفال شوارع آخرين في نفس الفئة العمرية والذين يعملون في نفس مجال العمل الذي يعمل فيها طفل الشارع فكل مجموعة لديها قواعدها غير المكتوبة عن تعاطى المواد , فالأطفال العاملين في بومبي (الهند) على سبيل المثال يتقبلون تعاطى المواد الذائبة ولكنهم لا يتقبلون تعاطى الأقراص المنومة نظراً لآن تأثيرها يدوم لوقت طويل جداً ويشعرون بالإرهاق الذي يعيق عملهم.

أثر السلوك والظروف علي تجربة تعاطى المواد المخدرة

الكثيرون من أطفال الشارع يتعاطون المواد المخدرة نظراً لأنها تغطى شيئاً ما على حياتهم مثل الترفيه أو أنها تحل المشكلات على نحو موقت .

إذا تناول أطفال الشارع تلك المواد المخدرة نظراً لأنها تقلل من حدة الجوع اختفاء البهجة وتخفيف الألم البدني والعاطفي وتغرى بالنوم وربما تزيد من مستويات الطاقة من أجل العمل وتحسن التنبه وتوفر نوعاً من أشكال الترفيه . كما أنها توفر شعوراً بالانتماء إلى المجموعة المناظرة أو قد تمنع الشجاعة على ارتكاب الجرائم , فإذا ما أحدثت المادة المخدرة شعوراً إيجابياً أو شعوراً مرغوباً فيه بالنسبة لطفل الشارع ربما يعمل على تعاطيها باستمرار.

فالأثر الذي تتركه المادة المخدرة يختلف من شخص إلى آخر ومن موقف إلى موقف. فالأثر الذي تحدثه المادة المعنية بالضغط على فرد معين يتوقف على الشخص المتناول للمادة والمادة نفسها والظروف التي يتم فيها التعاطي.البعض من أطفال الشارع يزعمون بأنه بالرغم من أنهم لا يحبذون التأثير الذي تحدثه مادة معينة إلا أنهم قد يستمروا في تعاطيها وذلك نظراً لان التجربة التي يعيشونها تكون أفضل من رتابة حياتهم اليومية وبالتالي يصبح مرغوباً فيها .

العلاقات :

العلاقات هي الاتصالات الشخصية بالناس والحيوانات والأشياء والمؤسسات وقد وجد توفر شخص واحد على الأقل يكون للمرء معها رابط لصيق ويشاركه الشعور بالقبول أمراً هاماً لغرس إحساساً يومياً بتقدير الذات فالرغبة في علاقات حميمة يمكن أن تجعل طفل الشارع عرضة لعلاقات لصيقة مع أناس لديهم تأثيراً سالباً. ومن الأرجح أن يقوم طفل الشارع ببناء علاقة قوية مع الآخرين إذاً:

  • إ ذا قضى وقتاً طويلاً معهم
  • كان أداءه أداءاً جيداً في تلك المجموعة في اي نشاط
  • إذا كان يكافئ باستمرار من قبل تلك المجموعة

أنه من الأمور الأقل احتمالا أن يبدأ أطفال الشارع في تعاطى المواد والاحتمال الأكثر هو الكف عن تعاطيها إذا كانت اتصالاتهم القوية مع أناس وأشياء لا علاقة لهم بتعاطي المواد المخدرة. ولسوء الطالع فإن وضع الكثير من أطفال الشارع يجعل من الصعب عليهم البقاء على اتصال بأسرهم والنجاح بالمدرسة أو إحاطة أنفسهم بأصدقاء لا يتعاطون المواد المخدرة.

  • العلاقات السالبة:

هي الاتصال بأناس أو مؤسسات مرتبطة بتعاطي المخدرات وسوء المعاملة او الاستغلال مثل عصابات المخدرة أو الذين يتعاطون المخدرات فالعلاقات السالبة تجعل من تعاطى المخدرات أمراً أكثر احتمالا .

  • العلاقات الايجابية

المهارات :

المهارات:

هي القدرات، والقدرات تتضمن المقدرات الجسمانية والادائية مثل البيع بالتجول الحرفي والدفاع عن النفس والمهارات النفسية والاجتماعية المطلوبة للتعامل بشكل فعال مع متطلبات الحياة اليومية دائماً ما يطلق على تلك المهارات مهارات الحياة النفسية والاجتماعية .

إستراتيجيات التعايش:

هي المقدرات الإدارية والسلوكية والاجتماعية التي تساعد الشخص على التقلب على الإجهاد . القدرات يصبح إستراتيجيات تعايشيه عند استخدامها للتقلب على الأوضاع المجهدة مثل طلب الدعم من الآخرين أو التراجع في وجهة الخطر . كما تساعد القدرات صغار السن للوقاية من المشكلات الصحية والتكيف معها في حال حدوثها .

الموارد :

تستخدم الموارد للوفاء بالحاجات البدنية والوجدانية ويمكن أن تكون الموارد قابعة في داخل الشخص مثل الرغبة في العمل بجدية أو في البيئة مثل المدارس والمال والناس الذين يرغون الشخص .

ومن الأمثلة على الموارد :

الموارد الداخلية

  • الزكاء، القدرة على العمل، لتعليم، المهارات المهنية، العقيدة البيئية، لتفاؤل، الإحساس بالمرح.

الموارد الخارجية :

  • المعلومات، الأسرة، أطفال الشارع الآخرين، العاملين في حقل التعليم بالشارع، النماذج الإيجابية في الأدوار، منظمات المجتمع، خدمات التدريب المهني والتربوي، الخدمات الصحية، أصحاب العمل، المراكز الترفيهية.

وبالرغم من ان لدى أطفال الشارع من موارد داخلية كثيرة إلا أنهم يفتقرون دوماً إلى الموارد الخارجية وبدون الموارد الخارجية يكون من الصعب دائماً لأطفال الشارع تعلم مهارات جديدة تساعد في تحسين مستوى حياتهم . مما يعني انهم قد يخفقوا في تطوير أفكار وممارسات محلية حول تعاطى المواد إذا لم يتمتعوا بفوائد الموارد مثل التعليم.